الصحيفة الخضراء: مزقها بعد قراءتها وازرعها لتزدهر وتتحول لنبات!
كما تعلمون، فاليابانيين موجودون على سطح هذا الكوكب حاليًا لإبهار غيرهم من الشعوب لا أكثر. كانوا في الماضي يروعون جيرانهم ويتطلعون لاحتلال العالم نفسه، قبل أن تنهار امبراطوريتهم القديمة مع نهاية الحرب العالمية الثانية. هكذا، تخلوا عن حلم السيطرة الكامل وركزوا على إبهار العالم وإصابة شعوبه بالإحباط كل 14 ساعة تقريبًا بابتكارين أو ثلاثة. لم نستطع احتلال العالم؟ الويل لكم! سنقتلكم من الانبهار.
ها هي جرعة اليوم القاتلة: صحيفتك الورقية التي تعتاد شراءها يوميًا صارت خضراء! لا نعني خضراء اللون بالطبع، وإنما صارت صديقة للبيئة يمكن إعادة تدويرها بالكامل بتمزيقها إلى قطع صغيرة ووضعها في إصيص وريها وستنبت لك زهورًا صغيرة تجدد لك الأكسجين وتزين غرفتك!
الورق الذي يمكن زراعته ليس اختراعًا حديثًا في حد ذاته، فهو متوفر في بعض الأسواق حول العالم منذ سنوات، ويصنع من الورق المعاد تدويره، الماء، وبذور الزهور الصغيرة وبعض الأعشاب، حتى أنه يمكنك صنعه في المنزل. لكن تطبيقه في الصحف هو الجديد هنا، بعدما قامت إحدى أكبر وأشهر الصحف اليومية الصادرة في اليابان “The Mainichi Shimbunsha” بطباعة جريدتها بالكامل من الورق الأخضر القابل للزراعة. هكذا، لا تتخلص من صحيفتك بعد قراءتها فهي تحمل لك في طياتها زهورًا!
وقد لاقت الفكرة وراجًا مدهشًا في اليابان ونجحت الصحيفة في بيع ما يزيد عن 4 ملايين نسخة يوميًا في مختلف أنحاء البلاد، بأرباح تقدر بحوالي 8 مليون ين أو ما يقارب 700 ألف دولار أمريكي! هذه أرقام مدهشة لا تحققها دور نشر عاتية في كثير من الدول بما فيها بلادنا العربية العزيزة. لكن الأكثر إثارة للدهشة هنا هو أن صحيفة “The Mainichi” لم تكن تهدف للربح من هذه المبادرة، فهي معروفة بمساندتها لقضايا البيئة وقد سبق لها القيام بمبادرات بيئية سابقة في اليابان.
الجميل كذلك في الأمر هو أن المبادرة قد امتدت لتشمل المدارس في اليابان ليتم طباعة كتب دراسية خضراء للطلاب! هكذا، يتعلم الأطفال أهمية التدوير والحفاظ على البيئة بلمسة ابتكارية لا تخلو من التشويق. يمكنني تخيل احتواء تلك الكتب على ألغاز وأحاجي لتخمين اسم الزهرة أو البنتة التي ستزدهر من صفحة بعينها بالكتاب، على أن يحضر الطالب بعد أسابيع قليلة حاملًا الإصيص بالنبتة المزدهرة التي توصل لاسمها والحصول على جائزة تشجيعية له من مدرسة!
قد يكون هذا حلمًا أجمل من أن يتحقق، لكنه يحدث بالفعل في اليابان! هناك حيث ينشئون جيلًا يبذر الحياة ويحافظ على البيئة بينما يقرأ ويتعلم….
المصدر: موقع الابداع
المصدر: موقع الابداع
0 التعليقات: